و الله أوباما …

جليل العثماني

الخميس ١٥ نونبر ٢٠١٢

عاد الأمريكيون الأسبوع الماضي في يوم الثلاثاء الكبير أو يوم الإنتخاب (Election Day) لإعادة الثقة للرئيس أوباما المنتهية ولايته و خاطب المرشح الجمهوري ميت رومني  مسانديه على إثر ذلك برسالة لا تخرج عن منهج كل المرشحين المنهزمين في الرئاسيات الأمريكية و هو تهنئة المرشح الفائز و حشد الدعم لمساندته في تقدم الولايات المتحدة و تطورها، فالأعراف الديموقراطية تفرض الإقرار بالهزيمة و وضع كل الأسلحة الإنتخابية جانبا و المضي قدما في تطوير الولايات المتحدة.

و شاهدنا كيف تسنى لمرشح أسود أن يقنع الحزب الديموقراطي في 2008 بدعمه مرشحا للرئاسيات الأمريكية، فهو حصل على دعم الجميع بمن فيهم مرشحين قدامى كجيسي جاكسون و جُدد كهيلاري كلينتون و الفضل ربما في ذلك يرجع لوالديه اللذين إختارا الإقامة في جزيرة هاواي فربما لو أخطآ والداه و إختارا الإقامة في تامسنا لكان مآله محل لبيع الزريعة كما جاء على لسان عبد اللطيف وهبي الذي وصف هاته المدينة بانها غير صالحة حتى « شي شلح يجي يبيع الزريعة « …. إنتهى كلام المحامي و سننتظر منه ماذا سيقول عن المدينة الخضراء التي مولت من طرف المكتب الشريف للفوسفاط بنواحي بنكرير.

إن سياسيينا لا يتحلون بالروح الرياضية، و لتسمح لنا السياسة بتسميتهم هكذا، لأنهم لا يفكرون إلا في مصالحهم و قد بدا ذلك جليا في جلسة الأسئلة الشهرية الموجهة لرئيس الحكومة في مجلس المستشارين، فكان بنكيران في معرض أجوبته على أسئلة المستشارين جد متزن بل و يحسب كلامه و حركاته حتى لا تكون صورته عرضة للإنتقادات و كان جد واقعي في إعطائه أرقام للدفاع عن قناعاته و تعهد بالقطع مع إقتصاد الريع بإنهاء عهد المأذونيات و توفير مروحيات لنقل الضحايا في بعض المناطق كمراكش و أزيلال و بني ملال و ورزازات… لكن أعيب عليه شخصيا لما لا يتم نشر هاته الأرقام في الموقع الإلكتروني للحكومة أو لوزارة النقل و التجهيز إحتراما للفصل السابع و العشرين من الدستور. ما رأيناه من تعقيب للمعارضة فقد كان متنوعا بين بنشماس الذي لم يجدسوى تهديده راحة بال رئيس الحكومة بتوفره  على صورة رقمية لسيارة بنكيران مركونة في ممر ممنوع، فعوض أن يدافع بنشماس عن المواطنين رأينا كيف كان ندا مستميثا أبان عن دفاع لا مثيل له للجماعات الترابية في سبيل عرقلة العمل الحكومي و للملاحظة لم يسعف الوقت رئيس المجلس الوطني للأصالة و المعاصرة في إتمام رده المكتوب الذي كان يتلوه و العديد لاحظه و هو يقرأ تعقيبه و لا نعلم كيف نزل عليه الوحي أو متى إستطاع أن يكتبه في حين رئيس الحكومة لم يأخد نفسه من الجواب الذي قرأه للتو … و كان تعقيب المستشار عبد اللطيف عمومو أكثر صوابا و تساءل عن جدوى إستمرار الحكومة في إنجاز مشروع القطار الفائق السرعة في ظل الأزمة الإقتصادية العالمية و عن غياب خطوط السكك الحديدية العادية في باقي جهات المملكة. أما النقابي المشاكس دعيديعة فجاء كعادته ناريا إتجاه رئيس الحكومة و تلاه في ورقة متبعا طريقة بنشماس. كل هاته التعقيبات كانت كافية لكي تعود ببنكيران لخطه الإرتجالي الذي عود المواطنون عليه و أكد على أن حكومته تمتلك الشجاعة الكافية لتطبيق القانون.

هذه لمحة عن ماهية السياسة تحت قبة برلماننا. فالحكومة تقاوم التماسيح و العفاريت التي لا نعرف وجها لها و المعارضة تريد إصلاحا جذريا في خمسة أيام و بدون معلم. و هنا يحضرني التصريح الذي أدلى به الوزير الصبيحي في ندوة صحفية عندما صرح بأن المغربي لا يقرأ الكتب إلا لمدة دقيقتين في السنة مقابل معدل ثلاثين ساعة للأوروبي. و عزا ذلك إلا أن وزارة التربية الوطنية تفرض حصة زمنية أسبوعية من ثلاثين ساعة بدل ثلاث و عشرين، مما لا يترك الفرصة للتلاميذ لقراءة الكتب، و هي عادة يجب ترسيخها قبل سن الإثنا عشر سنة. و نسي الصبيحي أن يضيف بأن المعارضة المغربية تريد نفس التغيير في أربعة أشهر على وتيرة أوروبا التي عرفته في ثلاث قرون. و تكملة لما سبق في الممارسة السياسوية فقد دخل البرلمان المغربي مرحلة جديدة في الشفافية و هي قراءة لائحة البرلمانيين المتغيبين و نشر أسماءهم في الجريدة الرسمية، بإستعانته بمكتب دراسات بريطاني و هو عمل محمود في جوهره، لكن ما هي التدابير المتخدة لزجر هؤلاء البرلمانيين؟ هل سيتم الإقتطاع من أجورهم ؟ هل سيتم تجريدهم من صفة البرلماني إذا تكررت الغيابات ؟ هل سيتم زج أسمائهم في لائحة الممنوعين من الترشح للإنتخابات القادمة؟ سنرى في القادم من الأيام و سيرى معنا أوباما ذلك.

و الله أوباما ما عندو هاذ البرلمانيين الي عندنا …

Étiquettes : , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , ,

Laisser un commentaire